أفضل علاج للكحة عند الأطفال

أفضل علاج للكحة عند الأطفال: العلاجات المنزلية والطبية الفعّالة

تعدّ الكحة عند الأطفال من أكثر الأعراض الصحية التي تثير قلق الأمهات والآباء، فهي ليست فقط مزعجة للطفل، بل قد تشير أيضاً إلى وجود مشكلة صحية قد تتطلب تدخلًا طبيًا. سواء كانت الكحة جافة أو مصحوبة بمخاط، فإن معرفة السبب وراء الكحة وكيفية التعامل معها يعد أمرًا بالغ الأهمية. من المهم معرفة أن الكحة ليست مرضًا بحد ذاتها، بل هي عرض قد يظهر نتيجة لعدة أسباب صحية، مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي أو الحساسية أو حتى تغيرات الطقس.

في هذا المقال، سنعرض أفضل العلاجات للكحة عند الأطفال، بما في ذلك العلاجات المنزلية والدوائية المتاحة. سنغطي الأسباب الشائعة للكحة، والأعراض التي قد تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب، وأفضل الطرق للتعامل معها.

1. أسباب الكحة عند الأطفال

قبل البدء في الحديث عن العلاجات المختلفة، من الضروري أن نفهم الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى ظهور الكحة عند الأطفال. يمكن أن تكون الكحة نتيجة لأسباب بسيطة أو أكثر تعقيدًا:

• الزكام والإنفلونزا: يعدّ الزكام من أكثر الأسباب شيوعًا للكحة عند الأطفال. يصاحب هذا النوع من الكحة عادةً أعراض أخرى مثل سيلان الأنف، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع.

• التهابات الحلق: التهاب الحلق الذي تسببه عدوى فيروسية أو بكتيرية قد يؤدي إلى كحة شديدة، بالإضافة إلى ألم في الحلق وصعوبة في البلع.

• الحساسية: الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه بعض المواد مثل الغبار أو حبوب اللقاح قد يصابون بكحة مزمنة. تزداد هذه الكحة عند التعرض للمثيرات المسببة للحساسية.

• الربو: يعتبر الربو من الأسباب الأكثر شيوعًا للكحة المستمرة عند الأطفال، خاصة في الليل أو عند ممارسة التمارين الرياضية.

• الالتهاب الرئوي: في بعض الحالات النادرة، قد يكون التهاب الرئتين هو السبب وراء الكحة المستمرة، حيث يصاحب الكحة أعراض أخرى مثل صعوبة التنفس والحمى.

• الارتجاع المعدي المريئي: يعتبر الارتجاع المعدي المريئي من الأسباب غير التقليدية للكحة عند الأطفال، حيث يحدث ارتجاع للطعام أو الحمض إلى المريء، مما يسبب تهيجًا في الحلق.

2. العلاجات المنزلية الفعالة للكحة عند الأطفال

تعتبر العلاجات المنزلية من الخيارات الأولية التي يلجأ إليها العديد من الآباء لتخفيف الكحة عند أطفالهم. رغم أن بعض العلاجات المنزلية قد تكون فعّالة، يجب أن يتم استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي في بعض الحالات. إليك أبرز العلاجات المنزلية التي يمكن استخدامها:

أ. العسل

يُعتبر العسل من أفضل العلاجات الطبيعية للكحة عند الأطفال، خاصةً للكحة الناتجة عن التهابات الحلق. العسل يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا وملطفة للأغشية المخاطية، مما يساعد على تهدئة الحلق الجاف والمتهيج. يُنصح بتقديم ملعقة صغيرة من العسل للطفل قبل النوم، ولكن يجب تجنب إعطائه للأطفال تحت سن السنة بسبب خطر التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا “البوتولينوم”.

ب. البخار

يعد استنشاق البخار من الوسائل الفعّالة لتخفيف الكحة عند الأطفال، خاصةً في حال كان الطفل يعاني من احتقان الأنف أو الكحة المصحوبة بمخاط. يساعد البخار على ترطيب الجهاز التنفسي وفتح الممرات الهوائية. يمكن للآباء تحضير حمام بخار للطفل عن طريق فتح ماء حار في الحمام وتركه ليتناثر في الجو، مع التأكد من أن الطفل لا يتعرض للبخار المباشر.

ج. السوائل الدافئة

شرب السوائل الدافئة مثل الشاي العشبي (مثل شاي الزنجبيل أو النعناع) يمكن أن يساهم في تهدئة الحلق وتخفيف الكحة. من المهم تجنب المشروبات الباردة لأن البرودة قد تزيد من تهيج الحلق. يمكن أيضًا إعطاء الطفل ماءً دافئًا مع قليل من الليمون والعسل لتخفيف الكحة.

د. الزنجبيل

يعد الزنجبيل من المواد الطبيعية التي تمتاز بخصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات. يمكن تحضير شاي الزنجبيل أو إضافته إلى السوائل الدافئة للمساعدة في تخفيف الكحة وتحسين الحالة العامة للأطفال.

هـ. الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C

يمكن أن تساهم الأطعمة الغنية بفيتامين C، مثل البرتقال، الليمون، والفراولة، في تعزيز مناعة الطفل وتقليل مدة الكحة الناجمة عن الزكام أو الإنفلونزا.

3. العلاجات الطبية للكحة عند الأطفال

في بعض الحالات، قد تكون العلاجات المنزلية غير كافية للتخفيف من الكحة، ويتطلب الأمر استشارة طبيب لتحديد العلاج الأنسب. في حالة الكحة الناتجة عن أمراض مزمنة مثل الربو أو التهاب الرئة، يمكن أن يصف الطبيب الأدوية التالية:

أ. أدوية السعال والمقشعات

يتم استخدام الأدوية الخاصة بالسعال عند الأطفال في حالات السعال الجاف، والتي تتسبب في تهيج الحلق والجهاز التنفسي. يمكن أن تحتوي هذه الأدوية على مكونات مثل الديكستروميثورفان الذي يعمل كمثبط للسعال. في حالات السعال الرطب الذي يصاحبه مخاط، قد يوصي الطبيب بمقشعات تساعد في تخفيف البلغم، مثل الغوايفينيسين.

ب. الأدوية المضادة للهستامين

إذا كانت الكحة ناتجة عن حساسية، يمكن أن يوصي الطبيب بأدوية مضادة للهستامين مثل السيتريزين أو اللوراتادين. هذه الأدوية تساعد في تقليل التفاعلات التحسسية التي تسبب الكحة.

ج. البخاخات والستيرويدات القشرية

في حالة الكحة المزمنة الناجمة عن الربو، قد يوصي الطبيب باستخدام البخاخات المحتوية على الستيرويدات القشرية لتقليل الالتهابات في المسالك الهوائية. يمكن أن تشمل هذه البخاخات البيكلوميثازون أو الفلوتيكازون، التي تستخدم لتقليل التورم والتهيج.

د. المضادات الحيوية

إذا كانت الكحة ناجمة عن عدوى بكتيرية مثل التهاب الحلق البكتيري أو الالتهاب الرئوي، قد يصف الطبيب مضادات حيوية مثل الأموكسيسيلين أو الكليندامايسين. ومع ذلك، يجب أن تكون المضادات الحيوية مخصصة فقط لحالات العدوى البكتيرية ولا تستخدم في حالات السعال الناجم عن الفيروسات.

4. متى يجب زيارة الطبيب؟

على الرغم من أن معظم حالات الكحة عند الأطفال تكون غير خطيرة، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى ضرورة زيارة الطبيب بشكل عاجل، وهي:

• استمرار الكحة لأكثر من أسبوع.

• صعوبة في التنفس أو التنفس بصوت صفير.

• وجود بلغم ملوّن أو دموي.

• ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر.

• ألم في الصدر أو ضيق في التنفس.

في هذه الحالات، من المهم عدم تأخير زيارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج الأنسب.

5. الوقاية من الكحة عند الأطفال

على الرغم من أن بعض أسباب الكحة قد تكون غير قابلة للوقاية، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل فرصة الإصابة بالكحة والحد من تفاقمها:

• الاهتمام بالنظافة الشخصية: من الضروري تعليم الأطفال غسل اليدين بانتظام، خاصةً قبل تناول الطعام وبعد العطس أو السعال.

• تجنب التدخين: يعتبر التدخين أحد الأسباب الرئيسية التي تزيد من تهيج الجهاز التنفسي وتفاقم حالات الكحة عند الأطفال.

• توفير بيئة نظيفة: يجب الحفاظ على نظافة المنزل وتقليل التعرض للغبار أو المواد المثيرة للحساسية التي قد تؤدي إلى ظهور الكحة.

• تقوية المناعة: الاهتمام بتغذية الطفل وتوفير الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين C و D، يساعد في تعزيز جهاز المناعة وتقليل الإصابة بالأمراض التي قد تؤدي إلى الكحة.

الخاتمة

الكحة عند الأطفال هي عرض شائع يعكس حالة صحية قد تكون بسيطة أو معقدة، ويحتاج الأهل إلى متابعة حالته والتأكد من تحديد السبب الدقيق وراء الكحة. العلاجات المنزلية يمكن أن تكون فعّالة في الحالات البسيطة، بينما قد تتطلب الحالات الأكثر تعقيدًا استشارة الطبيب وتطبيق العلاجات الطبية المناسبة. مهما كانت حالة الكحة، ينبغي عدم تجاهل الأعراض والتأكد من الراحة والعناية الكافية للطفل.